30 Jan
30Jan

        مجرد التفكير في القيام برحلة إلى غابات الامازون قد يصيب المرء بالقلق، أو الذهول، وربما الخوف والترقب وذلك لأنها من أكثر الأماكن المجهولة بالنسبة لنا وأكثرها غموضًا ناهيك عن البعد الجغرافي عن منطقتنا العربية، إلا أن هذه الأسباب نفسها قد تثير فضول العديدين للتوجه إلى غابات الامازون واسكتشافها وخوض تجربة لا مثيل لها. غابات الامازون التي تشكلت في عصر الإيوسين (Eocene era) الممتد من 56 إلى 34 مليون سنة خلت، تعد من أكثر الأماكن قدمًا على هذا الكوكب وما زالت تحتضن بعض الكائنات الأسطورية الموجودة منذ عصور ما قبل التاريخ. ذلك المارد الأخضر يمتد على مساحة 5.5 مليون كلم2 ويغطي الجزء الأكبر من حوض الأمازون البالغة مساحته 7 ملايين كلم2 تقريبًا، وتتوزع على تسع دول أهمها البرازيل، بيرو وكولومبيا، تشكل غابات الامازون أكثر من %60 من الغابات المطيرة حول العالم وتعتبر اليوم رئة العالم، حيث توفر حوالي %20 من كمية الأوكسيجين على الكوكب. غابات الامازون موطن لحوالي 2.5 مليون نوع من الحشرات المختلفة وأكثر من 40 ألف نوع من النباتات المعروفة لنا، ويتم إكتشاف فصائل جديدة من الحشرات والنباتات على الدوام، فضلاً عن أكثر من %50 من الأودية ومركباتها الطبيعية جرى إكتشافها في تلك الغابات المطيرة التي تنتج حوالي %80 من طعامنا اليومي. كل ذلك يجعل من الرحلة إلى غابات الامازون من أكثر الرحلات التي يمكن أن نقوم بها إثارة! صحيح أن %60 من غابات الامازون تقع في دولة البرازيل، إلا أن دولة بيرو تأتي في المرتبة الثانية مباشرة بحصة %13. ينبع نهر الامازون من الجبال في جنوب البيرو، وإحدى مدن البيرو الشمالية تعتبر أفضل المداخل إلى غابات الامازون. مدينة إكيتوس Iquitosالشهيرة، أكبر مدينة في العالم محاطة بالمياه من كل الجهات، ولا يمكن الوصول إليها برًا بل عن طريق الجو أو النهر، وهي تحتل المرتبة السادسة على قائمة أكثر “10 مدن سياحية رائدة” منذ العام 2011 في لونلي بلانيت “Lonely Planet” أهم وأشهر دليل سياحي في العالم. مدينة إكيتوس المدخل إلى غابات الامازون الانطباع الأول الذي ينتاب الزائر عند الوصول إلى إكيتوس هو الدفء والهواء الرطب الغني بالأوكسيجين، الذي يمنح شعورًا بالراحة وسهولة بالتنفس بعكس منبع ومصدر نهر الامازون في أعالي الجبال، حيث البرد قارس ونسبة الاوكسيجين منخفضة. إكيتوس التي تقع أصلاً في قلب غابات الامازون تتميز كمحيطها بطقس إستوائي حار نسبيًا على مدار العام، ونسبة رطوبة عالية جدًا تصل إلى %90، وتتراوح درجات الحرارة الدنيا فيها بين 20 و 22 درجة مئوية والقصوى بين 30 و 32 درجة، ويمكن ملاحظة قلة السيارات في المدينة لافتقارها إلى طرق برية تربطها بالعالم الخارجي. لا تعتبر السيارة من الحاجات الملحة في إكيتوس، وعوضًا عنها يكثر إستعمال الموتو تاكسي Moto-Taxi، وهي كناية عن مقطورة محلية الصنع تتسع لأربعة أشخاص كحد أقصى، وتجرها دراجة نارية وهي وسيلة النقل الأكثر رواجًا في المدينة. كانت وما زالت غابات الامازون مصدرًا مهمًا للمطاط، كما تم إكتشاف حقول نفط بجوار إكيتوس ما إنعكس على الحركة الاقتصادية في المدينة التي عرفت رخاءً إقتصاديًا في فترات معينة، ما زال باديًا في بعض مبانيها القديمة. 

        


مجرد التفكير في القيام برحلة إلى غابات الامازون قد يصيب المرء بالقلق، أو الذهول، وربما الخوف والترقب وذلك لأنها من أكثر الأماكن المجهولة بالنسبة لنا وأكثرها غموضًا ناهيك عن البعد الجغرافي عن منطقتنا العربية، إلا أن هذه الأسباب نفسها قد تثير فضول العديدين للتوجه إلى غابات الامازون واسكتشافها وخوض تجربة لا مثيل لها.


غابات الامازون التي تشكلت في عصر الإيوسين (Eocene era) الممتد من 56 إلى 34 مليون سنة خلت، تعد من أكثر الأماكن قدمًا على هذا الكوكب وما زالت تحتضن بعض الكائنات الأسطورية الموجودة منذ عصور ما قبل التاريخ. ذلك المارد الأخضر يمتد على مساحة 5.5 مليون كلم2 ويغطي الجزء الأكبر من حوض الأمازون البالغة مساحته 7 ملايين كلم2 تقريبًا، وتتوزع على تسع دول أهمها البرازيل، بيرو وكولومبيا، تشكل غابات الامازون أكثر من %60 من الغابات المطيرة حول العالم وتعتبر اليوم رئة العالم، حيث توفر حوالي %20 من كمية الأوكسيجين على الكوكب.


غابات الامازون موطن لحوالي 2.5 مليون نوع من الحشرات المختلفة وأكثر من 40 ألف نوع من النباتات المعروفة لنا، ويتم إكتشاف فصائل جديدة من الحشرات والنباتات على الدوام، فضلاً عن أكثر من %50 من الأودية ومركباتها الطبيعية جرى إكتشافها في تلك الغابات المطيرة التي تنتج حوالي %80 من طعامنا اليومي. كل ذلك يجعل من الرحلة إلى غابات الامازون من أكثر الرحلات التي يمكن أن نقوم بها إثارة!


صحيح أن %60 من غابات الامازون تقع في دولة البرازيل، إلا أن دولة بيرو تأتي في المرتبة الثانية مباشرة بحصة %13. ينبع نهر الامازون من الجبال في جنوب البيرو، وإحدى مدن البيرو الشمالية تعتبر أفضل المداخل إلى غابات الامازون. مدينة إكيتوس Iquitosالشهيرة، أكبر مدينة في العالم محاطة بالمياه من كل الجهات، ولا يمكن الوصول إليها برًا بل عن طريق الجو أو النهر، وهي تحتل المرتبة السادسة على قائمة أكثر “10 مدن سياحية رائدة” منذ العام 2011 في لونلي بلانيت “Lonely Planet” أهم وأشهر دليل سياحي في العالم.


  1. مدينة إكيتوس المدخل إلى غابات الامازون


الانطباع الأول الذي ينتاب الزائر عند الوصول إلى إكيتوس هو الدفء والهواء الرطب الغني بالأوكسيجين، الذي يمنح شعورًا بالراحة وسهولة بالتنفس بعكس منبع ومصدر نهر الامازون في أعالي الجبال، حيث البرد قارس ونسبة الاوكسيجين منخفضة. إكيتوس التي تقع أصلاً في قلب غابات الامازون تتميز كمحيطها بطقس إستوائي حار نسبيًا على مدار العام، ونسبة رطوبة عالية جدًا تصل إلى %90، وتتراوح درجات الحرارة الدنيا فيها بين 20 و 22 درجة مئوية والقصوى بين 30 و 32 درجة، ويمكن ملاحظة قلة السيارات في المدينة لافتقارها إلى طرق برية تربطها بالعالم الخارجي.


لا تعتبر السيارة من الحاجات الملحة في إكيتوس، وعوضًا عنها يكثر إستعمال الموتو تاكسي Moto-Taxi، وهي كناية عن مقطورة محلية الصنع تتسع لأربعة أشخاص كحد أقصى، وتجرها دراجة نارية وهي وسيلة النقل الأكثر رواجًا في المدينة. كانت وما زالت غابات الامازون مصدرًا مهمًا للمطاط، كما تم إكتشاف حقول نفط بجوار إكيتوس ما إنعكس على الحركة الاقتصادية في المدينة التي عرفت رخاءً إقتصاديًا في فترات معينة، ما زال باديًا في بعض مبانيها القديمة.


 


منتجعات

        


مجرد التفكير في القيام برحلة إلى غابات الامازون قد يصيب المرء بالقلق، أو الذهول، وربما الخوف والترقب وذلك لأنها من أكثر الأماكن المجهولة بالنسبة لنا وأكثرها غموضًا ناهيك عن البعد الجغرافي عن منطقتنا العربية، إلا أن هذه الأسباب نفسها قد تثير فضول العديدين للتوجه إلى غابات الامازون واسكتشافها وخوض تجربة لا مثيل لها.


غابات الامازون التي تشكلت في عصر الإيوسين (Eocene era) الممتد من 56 إلى 34 مليون سنة خلت، تعد من أكثر الأماكن قدمًا على هذا الكوكب وما زالت تحتضن بعض الكائنات الأسطورية الموجودة منذ عصور ما قبل التاريخ. ذلك المارد الأخضر يمتد على مساحة 5.5 مليون كلم2 ويغطي الجزء الأكبر من حوض الأمازون البالغة مساحته 7 ملايين كلم2 تقريبًا، وتتوزع على تسع دول أهمها البرازيل، بيرو وكولومبيا، تشكل غابات الامازون أكثر من %60 من الغابات المطيرة حول العالم وتعتبر اليوم رئة العالم، حيث توفر حوالي %20 من كمية الأوكسيجين على الكوكب.


غابات الامازون موطن لحوالي 2.5 مليون نوع من الحشرات المختلفة وأكثر من 40 ألف نوع من النباتات المعروفة لنا، ويتم إكتشاف فصائل جديدة من الحشرات والنباتات على الدوام، فضلاً عن أكثر من %50 من الأودية ومركباتها الطبيعية جرى إكتشافها في تلك الغابات المطيرة التي تنتج حوالي %80 من طعامنا اليومي. كل ذلك يجعل من الرحلة إلى غابات الامازون من أكثر الرحلات التي يمكن أن نقوم بها إثارة!


صحيح أن %60 من غابات الامازون تقع في دولة البرازيل، إلا أن دولة بيرو تأتي في المرتبة الثانية مباشرة بحصة %13. ينبع نهر الامازون من الجبال في جنوب البيرو، وإحدى مدن البيرو الشمالية تعتبر أفضل المداخل إلى غابات الامازون. مدينة إكيتوس Iquitosالشهيرة، أكبر مدينة في العالم محاطة بالمياه من كل الجهات، ولا يمكن الوصول إليها برًا بل عن طريق الجو أو النهر، وهي تحتل المرتبة السادسة على قائمة أكثر “10 مدن سياحية رائدة” منذ العام 2011 في لونلي بلانيت “Lonely Planet” أهم وأشهر دليل سياحي في العالم.


طمدينة إكيتوس المدخل إلى غابات الامازون


الانطباع الأول الذي ينتاب الزائر عند الوصول إلى إكيتوس هو الدفء والهواء الرطب الغني بالأوكسيجين، الذي يمنح شعورًا بالراحة وسهولة بالتنفس بعكس منبع ومصدر نهر الامازون في أعالي الجبال، حيث البرد قارس ونسبة الاوكسيجين منخفضة. إكيتوس التي تقع أصلاً في قلب غابات الامازون تتميز كمحيطها بطقس إستوائي حار نسبيًا على مدار العام، ونسبة رطوبة عالية جدًا تصل إلى %90، وتتراوح درجات الحرارة الدنيا فيها بين 20 و 22 درجة مئوية والقصوى بين 30 و 32 درجة، ويمكن ملاحظة قلة السيارات في المدينة لافتقارها إلى طرق برية تربطها بالعالم الخارجي.


لا تعتبر السيارة من الحاجات الملحة في إكيتوس، وعوضًا عنها يكثر إستعمال الموتو تاكسي Moto-Taxi، وهي كناية عن مقطورة محلية الصنع تتسع لأربعة أشخاص كحد أقصى، وتجرها دراجة نارية وهي وسيلة النقل الأكثر رواجًا في المدينة. كانت وما زالت غابات الامازون مصدرًا مهمًا للمطاط، كما تم إكتشاف حقول نفط بجوار إكيتوس ما إنعكس على الحركة الاقتصادية في المدينة التي عرفت رخاءً إقتصاديًا في فترات معينة، ما زال باديًا في بعض مبانيها القديمة.


 


منتجعات غابات الامازون


تنتشر في عمق غابات الامازون العديد من المنتجعات السياحية التي بنيت غالبًا من أكواخ خشبية على شكل أجنحة منفصلة ومستقلة توفر الخصوصية للمقيمين، ومع أن المنتجعات تبعد عن ضفاف نهر الامازون مسافة آمنة، إلا أن الأجنحة ترتفع عن الأرض على عواميد خشبية بشكل وقائي تحسبًا لارتفاع منسوب مياه النهر أو غزارة الأمطار، كما أن تلك الأكواخ بنيت من ناحية على طراز يحاكي طبيعة غابات الامازون المحيطة، ومن ناحية أخرى لتوفر الراحة والرفاهية والأمان لروادها. بعض تلك المنتجعات توفر خدمات أكثر من غيرها بناء لدرجة تصنيفها السياحي كاحتوائها على أحواض سباحة، وقوابس كهربائية، وإنارة  داخل الأكواخ وغيرها من الخدمات، إلا أن جميع تلك المنتجعات تقدم برامج سياحية جيدة وجولات في شتى أرجاء غابات الامازون وبعض متنزهاتها، وكذلك زيارات لبعض قرى وقبائل الامازون المحلية.


الطريق إلى منتجعات غابات الامازون تبدأ من مرفأ محلي على ضفاف نهر ناناي Nanay في مقاطعة بيلين Belén في مدينة إكيتوس، عبر قارب نقل سريع يعبر من نهر ناناي إلى نهر الأمازون والنهرين ملاصقين لبعضهما البعض دون اختلاط مياههما في ظاهرة غريبة، وتستغرق تلك الرحلة النهرية من 30 إلى 40 دقيقة إلى أقرب تلك المنتجعات التي تستقبل الوافدين إليها في مكاتبها الموجودة في مدينة إكيتوس نفسها، وتؤمن النقل إلى غابات الامازون كجزء من برنامجها السياحي، كما أن أغلب تلك الشركات والمكاتب تبدأ خدماتها منذ اللحظة الأولى لوصول المسافرين إلى مطار إكيتوس عبر استقابلهم بشكل شخصي.


 


التقاء نهر ناناي مع نهر الامازون دون اختلاط مياههما


الوصول إلى غابات الامازون


يمكن التقاط أولى الاشارات للاقتراب من مجاهل غابات الامازون والابتعاد عن إكيتوس من خلال فقدان إشارة التغطية للهواتف المحمولة، حيث أن هذه الرحلة هي لعشاق الطبيعة الذين يرغبون بعيش تجربة مثيرة بعيدًا عن كل أساليب وإمكانيات الحياة الحديثة. في قلب غابات الامازون لا تصل تمديدات الكهرباء، ولا هواتف، ولا تغطية لشبكات الهواتف النقالة، وبالطبع لا أنترنت، ولا اتصال مع العالم الخارجي من أي نوع إلا من خلال الانتقال عبر نهر الامازون عبر القوارب نهارًا فقط، حيث أن الملاحة فيه تعد خطرة ليلاً بالنسبة للقوارب الصغيرة وغير المجهزة، لما يجرفه النهر من جذوع أشجار ضخمة وعوائق كثيرة على طول مجراه، وبالتالي عند حلول الظلام ينقطع سكان وزوار غابات الامازون تمامًا عن باقي العالم!


تتراوح البرامج السياحية في غابات الامازون بين يومين وليلة واحدة، وخمسة أيام بأربع ليال، بعض البرامج قد يمتد لفترات أطول، كما يمكن لعشاق الطبيعة والراغبين بقضاء فترة أطول في أحضان الطبيعة التمديد لأيام إضافية، لكن بالنسبة لنا مدة أربعة أو خمسة أيام كافية للقيام بأهم الجولات والنشاطات المتاحة في غابات الامازون، وقد تكون تلك هي الفترة القصوى التي يستطيع تحملها العديدون منا، وهي أطول فترة قضاها فريقنا هناك.

اليوم الأول

في اليوم الأول من رحلتنا إلى غابات الامازون نتوجه بالقارب لزيارة عائلة قروية في مكان مجاور للمنتجع، تقوم باحتضان بعض فصائل الحيوانات والطيور التي اعتادت وجود البشر، وألفت حضور السياح والاقتراب منهم، وحتى ملاعبتهم بهدف إطعامها. هناك يمكننا مشاهدة والتقاط الصور مع عدة فصائل من القرود مختلفة الأحجام، ومنها فصيلة الكسلان، وأفعى الاناكوندا الشهيرة التي تنتمي لفصيلة البوا Boa (الأصلة أو البواء) العاصرة غير السامة، وهي أكبر ثعبان على وجه الأرض من حيث الحجم، وكذلك يمكننا رؤية السلحفاة الأسطورية وهي من أغرب الكائنات التي يمكن للمرء مشاهدتها ويعود أصولها إلى عصور ما قبل التاريخ، كما بالامكان رؤية العديد من الطيور لاسيما طائر الطوقان Toucan.

بعد تناول وجبة الغداء في النزل التي غالبًا ما تتكون من سمك الدورادو (الذهبي) Dorado(فصيلة Salminus brasiliensis) الشهي جدًا، الذي يتم إصطياده من نهر الامازون، أو أنواع أخرى من السمك المحلي، ستكون المحطة التالية عبارة عن نزهة مطولة بالقارب في نهر الامازون العملاق، والاستمتاع بالسباحة في مياهه التي تمنح شعورًا بالاثارة لمجرد فكرة العوم في مياه الامازون. يتخلل تلك النزهة البحث عن الدلفين الوردي الفريد، والالتفاف حول عدة جزر صغيرة أو دلتا يشكلها النهر، وصولاً لرؤية نهر مارانيون Río Marañón الذي يشكل باتحاده مع نهر أوكايالي Río Ucayaliولادة أكبر نهر في العالم، ولا تنتهي النزهة قبل المغيب المهيب والبديع وغياب الشمس خلف غابات الامازون.

النزهة الليلة

ليلاً يمكن القيام بنزهة ليلية سيرًا على الأقدام داخل غابات الامازون لمشاهدة كائنات كثيرة لا تخرج نهارًا، ومنها رؤية تمساح الكَيمَن Caiman الذي يسهل العثور عليه في الظلام حين تلمع وتضيء عيناه في مياه المستنقعات الضحلة، قد تبدو هذه النزهة مرعبة بسبب سوء الرؤية ليلاً ومصادفة حشرات أو كائنات خطرة، وضرورة الحذر في كل خطوة نخطيها على الأرض، إلا أن الخطر الأكبر يأتي من السماء!


الأمطار واحتمال تساقطها قد تشكل أعتى الأخطار في أي نزهة ليلاً أو حتى نهارًا داخل غابات الامازون المكتظة بالأشجار العملاقة والمتشابكة، فبعض تلك الأشجار لا تعمر لأكثر من 10 سنوات وتختزن شيئًا فشيئًا كميات كبيرة من المياه تضعفها وتجعلها آيلة للسقوط لتنهار بفعل غزارة الأمطار، التي تُسقِط معها أجزاء كبيرة من الأشجار المتهاوية. لأجل ذلك الدليل السياحي المرافق عليه أن يكون أكثر من مجرد خبير بجغرافية غابات الامازون، بل عليه أن يكون عالمًا بأحوال الطقس وتقلباته المفاجئة والسريعة في تلك البقعة من الأرض، وبالتالي على الدليل السياحي اتخاذ القرار الصائب بعدم القيام بأي نزهة أو مسير إلى عمق غابات الامازون أو العودة سريعًا إلى المجمع في حال مغادرته.


من المعلومات القيمة والجميلة التي يزودنا بها دليلنا وخبيرنا المخضرم إبن بيئة غابات الامازون طوال وقت الرحلة، المسارعة إلى اللَطو والاحتماء في جزوع شجرة القابوق أو سيبا Ceiba الضخمة حال هطول الأمطار بشكل مباغت. نتعرف إلى تلك الشجرة العملاقة في إحدى الجولات النهارية ويصل إلى ارتفاعها إلى 70 مترًا أو أكثر، وهي تعتبر إحدى علامات غابات الامازون البارزة، كما أن السكان الأصليين يستعملونها كوسيلة تواصل، فيقوم من يضل طريقه منهم – وهو أمر لا يحدث إطلاقًا في الجولات السياحة – أو حل به مكروه بالطرق والضرب بغصن شجرة كبير على جذوع القابوق العديدة، لتنبيه الأفراد الآخرين والدلالة إلى موقعه، حيث أن الصوت يصل لمسافات بعيدة بسبب ضخامة تلك الجذوع ولذلك يطلقون عليها إسم “هاتف غابات الامازون “.

شجرة القابوق أو سيبا


اليوم الثاني


النزهة الصباحية في اليوم التالي تبدأ مع ساعات اليوم الأولى في القارب الخشبي الصغير Canoa اليدوي الصنع خلف المستنقعات المنتشرة في غابات الامازون، حيث يمكننا مشاهدة خروج الطيور الجميلة التي تخرق بزقزقتها سكون الصباح الناعم، بينما يشق القارب طريقه بين زنبقة الماء الامازونية، تلك النبتة العائمة العملاقة والمذهلة! وفي فترة بعد الظهر نقوم بزيارة إحدى قبائل الامازون للتعرف على عاداتهم وطريقة عيشهم، وأساليبهم، وأدواتهم المستعملة في الصيد، تلك القبائل التي مازلت تعيش شبه عارية يشاع الكثير عن همجيتها ووحشيتها، لكن الكثير من تلك الروايات مجاف للحقيقة.

اليوم الثالث

اليوم الثالث من الرحلة سيتوزع بين نزهة إلى أحضان غابات الامازون للتعرف أكثر عليها وعلى طبيعتها وفصائل النباتات والأشجار الموجودة هنالك التي لا تعد ولا تحصى، وبين التوجه إلى نهر الامازون لممارسة صيد سمك البيرانا Piranha أشهر وأشرس أسماك الامازون، علمًا أن في فصل الجفاف حين ينخفض منسوب المياه هو الموسم المثالي لاصطياد سمك البيرانا، وخصوصًا بالنسبة للسياح الذين لا يملكون خبرة في ذلك، ففي تلك الفترة من العام تنحسر المياه فتحد من حركة سمكة البيرانا التي تحاصر في بعض الأحواض، بينما تعلو المياه وتتصل الأحواض في موسم الأمطار مانحة سمكة البيرانا حرية أكبر في التحرك

اليوم الرابع

اليوم الرابع هو يوم مخصص لزيارة إحدى المزارع في قرية محلية في إحدى الجزر البعيدة نسبيًا، ويستغرق الوصول إليها من المجمع في غابات الامازون مدة تزيد عن نصف ساعة في رحلة بالقارب السريع في نهر الامازون. في تلك المزرعة تتم حماية سمكة من أجمل وأهم فصائل الامازون المهددة بالانقراض، وهي من جنس الأربيمة وتسمى باللغة المحلية بايتشي El Paiche، حيث تتم تربيتها والعناية بها بهدف تكاثرها، وقد يصل طولها إلى حوالي ثلاثة أمتار ووزنها حتى 250 كلغ لتكون بذلك ثاني أكبر سمكة مياه عذبة، وتتم تربية بعض فصائل تماسيح الكيمن Caiman كذلك حيث يمكن مشاهدتها ومراقبتها عن كثب، كما يمكن إطعام سمكة البايتشي لإجبارها على الخروج من الماء من أجل رؤيتها بشكل أوضح، علمًا أن تلك السمكة تتنفس من الهواء فتسبح قريبًا من سطح الماء، كما يمكنها الوثوب عاليًا خارج الماء لاصطياد بعض الطرائد وأنواع من الحشرات من على أغصان الأشجار!

اليوم الخامس والأخير

ختام الرحلة سيتوج بزيارة جزيرة القرود، حيث يتم حماية 7 فصائل من القرود، بعضها مهدد بالانقراض. في هذه الجزيرة – المحمية في قلب غابات الامازون تتنقل القرود في كل مكان، ستجدها بقربك على الأرض، كما يمكنك رؤيتها تقفز بين أغصان الأشجار العالية فوقك. تحوي الجزيرة أيضًا الكثير من الأشجار المثمرة التي لا وجود لها في معظم البلدان العربية كالكاكاو مثلاً، وغيرها الكثير من الفواكه الاستوائية، ناهيك عن حقول البن والأناناس، إلا أن هذه الثمار التي تعتبر باهظة الثمن في منطقتنا، تترك على الأشجار للقرود في هذه المنطقة من غابات الامازون لأن كلفة نقلها إلى السوق تفوق سعرها!


فاكهة الكاكاو


في طريق العودة من جزيرة القرود، يمكننا زيارة بعض القرى المحلية قبل مغادرة وتوديع غابات الامازون إذا كان هناك متسع من الوقت حتى موعد طائرة العودة من إيكيتوس إلى ليما، أو يمكننا العودة مباشرة إلى مدينة إيكيتوس لتمضية الساعات المتبقية على موعد الرحلة الجوية في التعرف أكثر على تلك المدينة.


شكرا

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة